يا وعدُ مالَكَ مهزولاً ومختَزَلا؟ | كأنَّ جلدَك يا للبؤس أسمالُ |
الجوعُ غالَك؟ أم غالَتْك نائبةٌ | من اللَّواتي لها في الروح أغوال؟ |
بنو أبيكَ لهم في الدُّورِ منزلةٌ | عطفٌ وحبٌّ وتقريبٌ وإدْلال |
وأنت وحدَك منبوذٌ ومُطَّرحٌ | تطوفُ حولك أشباحٌ وأهوال |
يا ظامئَ العين من جوعٍ ومن ظمأٍ | ماذا بقاؤك؟ والإخلاص قتّال |
هذا المُشَعَّث ذو الأحلامِ صُحْبَتُهُ | همٌّ وخوفٌ وحِرمانٌ وإقلال |
يعيشُ في الأرض جُثمانًا وناظرةً | وروحُه للعوالي الشُّمِّ تحتال |
قد نابذَ الزمنَ العاتي فنابذه | تصاوُلاً وكلا القِرْنين صَوّال |
وعاش في وحدة الرُّهبان مُعتزلاً | له رفيقان: آلامٌ وأوْجال |
هَمَاهِمٌ ومنَى نفسٍ وتمتمةٌ | ولوعةٌ كبنات السُّحْبِ تنثال |
ما انفكَّ يرسل من نفسٍ معذَّبةٍ | نارًا تَؤجُّ لها في الجوع إشعال |
لها نقيضٌ وترجيعٌ وغمغمةٌ | كأنما لاقتِ الأبطالَ أبطال |
يُثيرُ حولك ذعرًا لا يُنَهْنِهُه | خوفُ الحياة، ولا تَنْهاه آمال |
بَيْنَا تراهُ عليها ساكنًا قلقًا | كأنْ بِه ربضَتْ في الأرض أغلال |
إذا السماء قد انشقَّت بصاعقةٍ | رعدٌ وبرقٌ، وتخطيفٌ وإذهال |
ما حيلةٌ لك إلا أن تَنكَّبها | وأنت تُخلِدُ مذعورًا وتَنْهال |
تردُّ ذيلَك للخَيْشوم تستُره | عَجْلانَ ترجف ما للهَوْلِ إمهال |
يَا رابِضا حيثُ لا لحمٌ ولا حدبٌ | ولا صديقٌ ولا ماءٌ ولا آل |